القرآن الكريم / سورة الفلق / التفسير المقروء

سورة الفلق

يأتي بعد ذلك المعوذتان، يروي لنا عقبة بن عامر فيقول: كُنتُ -أو بَينَا-أنا أسير مع النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ بين الجحفة والأبواء إذ غَشِيَتْنَا ريحٌ مظلمة شديدة، فسمعتُ النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يَتَعَوَّذُ بالمعوذتين: ﴿قل أعوذ برب الفلق ﴾ و﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ثم قال لي: "يا عقبة تَعَوَّذ بها فما تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمثلها". وقد رُوِيَ أن النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ اشتكى يوماً وكان يظن أنه يفعل الشيء ولم يفعله، وقيل ذلك في إتيانه لنسائه -لأمهات المؤمنين- ولم يكن ذلك في الوحي أبداً، ثم تروي عائشة وتقول: إن النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ قال لها يوماً: "يا عائشة أَشَعَرتِ أن الله أفتاني فيما استفتيتُهُ فيه جاء ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أولهما للآخر: أتدري ما بصاحبك؟ قال: إنه مَطْبُوب -أي مريض- قال: ومَنْ طَبَّهُ؟ قال: لبيب بن الأعصر -وهو يهودي من بني زُرَيق اشتُهِرَ بالسحر- فقال المــَلَك السائل: وفيمَ ذا؟ قال: في مِشْطٍ ومِشاطة وجِفُّ طَلْعَةِ ذَكَر تحت رعوفة في بئر ذي أروان، أو بئر ذروان -بئر ذي أروان بئر في أرض بني زريق– طائفة من اليهود. الـمِشط: ما يُمشَّط به الشَّعر. والـمِشَاطة: ما يتساقط من شعر الإنسان حين يُمَشِّطُ شَعْرَه. والجِفُّ: القِلَاف. طَلْعَةُ الذَّكَر: طَلْعُ النخل الذَّكَر. وقيل إنه جاء أيضاً بِوَتَر قَوس فَعَقَدَ فيه إحدى عَشَرَ عقدة وغَرَزَها بالإِبَر. فأرسل عَلِيَّاً والزبير إلى البئر وأزالوا الرعوفة؛ الرعفونة: الحَجَر الذي على رأس البئر الذي يستند إليه من يملأ الدلو؛ أزالوا الرَّعُوفة -ذلك الحجر-فوجدوا تحته هذه الأشياء فاستخرجوها، وقيل إن ذلك سبب نزول المعوذتين.
والمعوذتان إحدى عشر آية، وكان النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ كلما قرأ آية انحَلَّت عقدة ووَجَدَ خِفَّة حتى ختم القراءة وانحَلَّت العُقَد كلها، قام ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وكأنه نَشَطَ من عِقَال، كأنه كان مقيداً ثم فُكَّ القَيد. والسحر أجمع العلماء على وجوده وقد جاء ذكره في القرآن، ولكن الله ﴿تبارك وتعالى﴾ وإن كان قد أَقْدَرَ عليه بعض عباده وقد احتفظ لنفسه بإذن الضرر فقال: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾. [سورة البقرة آية: 102]

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ ﴿1﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿2﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿3﴾ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَـٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ ﴿4﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿5﴾
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَعُوذُ: ألجأ وأستجير وأحتمي برب الفَلَق. الفَلَق: الصبح، لأنه انفَلَقَ عن ظلمة الليل. الفَلَق: الشَّقُّ والفَرْق. ربنا ﴿ تبارك وتعالى ﴾ يقول عن نفسه فَالِقُ الْإِصْبَاحِ لأنه شَقَّ الظلمة وانفَلَقَت وخرج منها نور النهار، وربنا ﴿تبارك وتعالى ﴾ ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ﴾ [سورة الأنعام آية: 95] لذا قال بعض الناس: ﴿رب الفَلَق﴾: أي رب الصبح. وقال بعضهم بل الفَلَق: كل الخَلْق، لأن الصبح ينفلق، ينفلق الليل عن النهار، والحب والنوى، والولد من أبيه، والمطر من السحاب، والعيون من الأرض، كل ما هو موجود فهو موجود من شيء.
﴿ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ رب كل شيء، رب الخَلْق. وقالوا: لِمَ اختص الصبح بالذكر؟ قالوا: لإشعار المستعيذ الملتجئ إلى الله المحتمي بحماه لإشعاره بأن القادر على إذهاب الظلام والإتيان بنور الصباح قادر على إذهاب الغم والإتيان بالفرج، قادر على إذهاب المرض والإتيان بالشفاء، فكما ينتظر الفَلَق؛ بزوغ الفجر وطلوع الصباح، فهو بالليل خائف أو قلق أو مضطرب منتظر لبزوغ الصباح وظهور نور النهار، فكذلك المستفيد والملتجئ منتظر من الله الفرج والحماية. ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ .

﴿ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ أي من شر كل ذي شر في هذا الوجود، يدخل فيه الإنس والجن وذوي الشرور والمضرات من البهائم والحيوانات والحيات والعقارب. وكذلك من شر الأعمال السيئة، ومن شر الذنوب، ومن شر النية الخبيثة، ومن شر كل ذي شر ومن شر كل شيء، من شر ما خلق. والآية تدل على أن الشر مخلوق، والخالق له هو الله، خلق الخير وقَدَّرَه وخلق الشر وقَدَّرَه.
﴿ من شر ما خلق﴾ إذاً فقد خلق ﴿سبحانه وتعالى﴾ الشر كما خلق الخير. والاستعاذة هنا بالله ﴿تبارك وتعالى﴾ من شر كل ذي شر والآية تدل على أن المستعيذ يجب أن يستعيذ بالله، فلا يكشف الضر إلا هو ولا يسوق الخير إلا هو.

﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ الغَاسِق: الليل إذا اشتد ظلامه، وذلك من قوله ﴿عز وجل ﴾ ﴿ أَقِمِ الصلاة لِدُلُوكِ الشمس إلى غَسَقِ الليل ﴾ [سورة الإسراء آية:78] وأصل مادة الكلمة تفيد الامتلاء وتفيد السيلان. غَسَقَتِ البئر: امتلأت. غَسَقَتِ العَين: سال دمعها. ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ ﴾ : الليل ﴿ إِذَا وَقَبَ ﴾ : إذا دخل ظلامه في كل شيء وانتشر. الوَقْبُ في الأصل: الحفرة والنُّقرة، ثم استُخدِمَتِ في كل دخول. وَقَبَ: دخل.
﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ من شر الليل وظلام الليل إذا انتشر ودخل ظلامه في كل شيء. ولِمَ اختص الليل؟ قالوا لأن الليل تكثر فيه الشرور ويصعب فيه الحماية والدفع، فإن قام الحريق مثلاً بالنهار رآه الناس والناس كلهم مستيقظون وتعاونوا على إطفائه، فإن قام الحريق ليلاً والناس نيام؟!! وكذلك الهوام والحشرات والوحوش كل ذلك يخرج بالليل. وأشرار الناس؛ السُّرَّاق والمعتدون والمجرمون يتحينون الليل، فالشرور بالليل أكثر من الشرور بالنهار والغوث في الليل أقل من الغوث في النهار. لذا يعلمنا ربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ أن نستعيذ به من شر الليل، لكن الكلام فيه التنكير﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ إذاً فليس كل غَاسِقٍ فيه الضرر وليس كل وَاقِب فيه الإذاية. وقالوا ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ : الهَجَّام، كل شيء يهجم عليك للإضرار بك فهو غَاسِق، فأنت تستعيذ من كل ما يتعرض له الإنسان. والآية تختص بآلام الجسد والبدن وما إلى ذلك، الأضرار التي تعود على الجسد. أيضاً القمر إذا امتلأ نوره أي اكتمل ﴿ إِذَا وَقَبَ ﴾ إذا دخل في الخسوف، ولذا سُنَّ لنا صلاة الخسوف. ورُوِيَ حديث لعائشة ﴿رضي الله عنها﴾ تقول فيه: "إن النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ نظر إلى القمر وقال: يا عائشة استعيذي بالله من هذا فهو الغَاسِقُ إذا وَقَب". والآية قد تعم كل غَاسِقٍ إذا وَقَب.
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴿ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ﴾ النَّفَّاثَات: جاءت مُعَرَّفة، غاسق: نكرة، حاسد: نكرة، النفاثات معرفة. قالوا لأن ليس كل حاسد يضر، فقد يحميك الله، وليس كل غاسق يؤذي، ولكن النفاثات: كل نفاثة شريرة لذا عُرِّفَت. النفاثات: إما جمع نَفَّاثة وهي التي تَنْفُثُ في العُقَد بِرِيقِها لِتَسْحَر -الساحرة- النفاثات: السواحر من النساء. أو النفاثات: جمع نَفَّاثة على وزن عَلَّامة ونَسَّابة، فهي للمذكر أيضاً وليس للمؤنث فقط، فالكلام عن الذي والتي ينفثان في العُقَد، يَعقِدُون العُقَد ثم ينفثون فيها بغرض السحر. ونبينا ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يقول: "من عَقَدَ عُقدَة ثم نَفَثَ فيها فقد سَحَر ومن سَحَر فقد أشرك ومن تَعَلَّقَ شيئاً وُكِّلَ إليه" وعقوبة الساحر في الإسلام القتل، حَدُّهُ القتل كالقاتل. ومن عَلَّقَ شيئاً وُكِّلَ إليه، كما يُعَلِّقُون الخرزة الزرقاء أو في بعض السيارات فردة حذاء صغيرة أو شيئاً ،كل ما يُعَلَّق في البيت أو في العنق بغرض الحماية كالتعاويذ والتمائم والخرز وما إلى ذلك ربنا هنا يقول عن ذلك: فقد وُكِّلَ إليه، أي دع الخرزة تحميك، ربنا يتخلى عنك، دع ما عَلَّقتَ يحميك. وكثير من الناس يُعَلِّقُون على البيوت حيواناً بحرياً من الأصداف، وبعضهم يُعَلِّقُ التمائم، وبعضهم يُعَلِّقُ في عنق الصبي الخرز الأزرق وما إلى ذلك. نبينا ﴿ صلى الله عليه وسلم﴾ يقول: "من تَعَلَّق شيئاً وُكِّلَ إليه" فكيف يحميه؟
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴿ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) ﴾ قيل بسبب ما فعله لبيد بن الأعصم، فقد سَحَرَ النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ ونَفَثَ في هذه العُقَد. والنَّفْثُ: النَّفْخُ مع ريقٍ قليلٍ جداً، ذاك هو النَّفْث، أشد من النفخ وأقل من التَّفْل. التَّفْل: النَّفْخُ بِرِيق. والنَّفْثُ: النَّفْخُ بغير رِيق أو بِرِيقٍ خفيف جداً. فإذا كانت الآية على ظاهرها فهي تختص بالسحر والأعمال وما إلى ذلك، وإن كانت الآية استعارة فهي تختص بأولئك الذين بِحِيَلِهِم يحطمون عزائم الرجال وكأنهم يَنفُثُون في العُقَد لتَلْيِينها. العُقَد: جمع عُقدة، والعُقدَة: الرباط في حبل أو في غيره، ضد الحَلّ. العَقْد: ضد الحَلّ. العُقدة إذا كان يَعسُرُ حَلُّها يَنفُثُ فيها الإنسان قليلاً بِرِيقِه قليلاً فَتَلِين فيَسهُلُ حَلُّ العُقدة، فجاءت الآية استعارة تمثيلية تمثل الموقعون بين الناس المثبطون للهمم المقللون من عزائم الرجال، الذي يأتيك وأنت تعمل من جلائل الأعمال فيقول لك لِمَ ذلك؟ ولِمَ هذا؟ مالك أنت ومال هذا؟ ولِمَ تُتعِبُ نَفْسَك؟ وهكذا. كالمثبطين للصحابة حين الجهاد، إذا خرجوا للجهاد ثبطوهم، فالآية عن هؤلاء، جاءت استعارة تمثيلية لأنهم يَفُكُّون ويُقَلِّلُون من عزائم الرجال كما يَنفُثُ الإنسان في العُقَد لِيُلَيِّنُها فَتَنْحَلّ. ولكن أياً كان المعنى فالحسد والسحر والأعمال وما إلى ذلك ثبتت بنص القرآن وبالسنة وأجمع على وجودها العلماء، ولكن الله ﴿تبارك وتعالى﴾ هو الفعال لما يريد، ولذا تكون الاستعاذة بالله وليست بسواه.
﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ فقالوا الحاسد إذا حسد: أي إذا توجه بحسده للإضرار، خرج إلى حيز الفعل والقول. والحسد من الكبائر، الحسد أول جريمة ارتُكِبَت في السماء وأول جريمة ارتُكِبَت في الأرض، والحاسد مغموم ولا يعود ضرر حسده إلا على نفسه ولا يستجاب له دعاء، ثلاثة لا يستجاب لهم دعاء: آكِلُ الحرام، ومُغتَابُ الناس، والحاسد، لا يستجاب لهم دعاء لأن الحاسد اعترض أولاً على قِسمَةِ الله حين حَسَد. والحاسد معناه أن يرى الرجل النعمة على أخيه فيتمنى زوالها. الحسد تمني زوال النعمة عن المحسود، ذاك هو الحسد. والحاسد اعترض على فضل الله واعترض على قِسْمَةِ الله وأذى وضَرَّ بحسده. ﴿ إذا حَسَد ﴾ إذا خرج بحسده إلى حيز التنفيذ أو الفعل. وقيل في شأن الحسد إن الحاسد ذو النفس الخبيثة إذا توجه بنفسه وبخبثها نحو المحسود حدث تأثير من نفسه الخبيثة في جسد أو مال المحسود، حدث التأثير من نفسه، وربنا له أن يضع القُوَى فيما يشاء، كقوة الجاذبية التي لا نراها لكنها موجودة، والكهرباء وما إلى ذلك. جعل الله ﴿تبارك وتعالى﴾ في بعض النفوس القدرى على الإضرار بغيرها إذا توجهت بالغضب وبالشر وبالحسد نحو غيرها من النفوس. هذا الحسد الذي هو كبيرة لا يضر إلا من كانت نفسه ضعيفة، ولا يستطيع حاسد أن يحسد إلا إذا كانت نفسه قوية بالشر مليئة بالخُبث. والاستعاذة بهذه السورة كافية لإزالة السحر والعمل والحسد مع وجوب امتلاء القلب بالتوكل على الله، والإيمان بأنه هو النافع الضار، والاعتقاد في هذه السورة بأنها كافية شافية كفيلة بالإعاذة. أيها الأخ المسلم؛ السحر أغلبه تخييل وليس حق لقول الله ﴿عز وجل ﴾ : ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴾ ولم تسعى ولكن خُيِّلَ إليه هو أنها تسعى، ولقول الله ﴿عز وجل ﴾ ﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ الناس ﴾ [ سورة الأعراف آية : 116] إذاً فالسحر حدث في العيون ولم يحدث في الحبال وبقيت الحبال كما هي، لذا حين ألقى موسى عصاه وتحولت إلى حية فعلاً وأَكَلَت هنا سَجَدَ السحرة لأن ذاك حق وفعلهم باطل، ذاك لا يكون سحراً أين العصا؟ ذهبت، كيف ذهبت؟ المـــُعدِمُ هو الله والموجِدُ هو الله، إذاً هذه العصا من الله لذا سجد السحرة في التو واللحظة ومنذ قليل كانوا يقولون: ﴿ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾ [سورة الشعراء آية:41] الحسد لا يضر إلا من كانت نفسه ضعيفة، أما إذا كانت نفسه قوية بالإيمان بالله والاعتماد على الله والتوكل على الله فلا تخشى شيئاً، وإن كنت تخشى شيئاً فعليك بهذه السورة التي نزلت ولم ينزل مثلها، ويقول النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ فيها وفي أختها: ﴿ما تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمثلها ﴾.