القرآن الكريم / سورة المسد / التفسير المقروء

سورة المسد

مقدمة
فقد نزل على النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ في بداية البعثة في الأيام الأولى نزل عليه قول الله (عز وجل)
﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [سورة الشعراء آية:214] فذهب النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ إلى الصفا ورَقِيَ على الصفا ونادى وقال: "واصباحاه"؛ كلمة كانوا ينذرون بها الناس، يجمعونهم لأمر جَلَل قد حدث كهجوم عدو أو غيره، ثم نادى: "يا بني فِهر يا بني عدي يا بني فلان يا بني فلان" لبطونٍ من قريش، فأسرعوا جميعاً إليه، ومن لم يستطع منهم أن يخرج أرسل رسولاً من قِبَلِهِ يأتيه بالخبر، حتى إذا اجتمعوا قال لهم: "أرأيتكم إن أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تُغِيرَ عليكم أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟" قالوا: ما جَرَّبنا عليك إلا الصدق، أو قالوا: ما جربنا عليك كذباً قَطّ، قال: "فإني نذير لكم بين يَدَي عذاب شديد" وهنا نطق التعيس أبو لهب فقال: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ وأخذ حجراً بيده أراد أن يضرب به النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ فنزلت سورة هي حُكمٌ على أبي لهب بالهلاك من الأزل. أبو لهب كان من أشد الناس إيذاءاً لرسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾. وأبو لهب هو عبد العُزَّى بن عبد المطلب، عم النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ المفروض أن يدافع عنه أو أن يحميه، إذا لم يُسلِم أو يؤمن به فعليه أن يحميه أو يدافع عنه أو ينتصر لقبيلته، وإنما كان من أشد الناس إيذاءاً له حتى أن طارق بن عبد الله المحاربي يروي لنا ويقول: بينا أنا بسوق ذي المجاز إذ أنا بشاب حديث السن يقول للناس: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" وإذا برجل يتبعه يرميه بالحجارة حتى أدمى ساقيه وعرقوبيه ويقول: يا أيها الناس لا تصدقوه إنه كذاب، فقلتُ من هذا؟ قالوا: هذا محمد يزعم أنه نبي وهذا عمه أبو لهب يزعم أنه كذاب. بل وكانت امرأة أبي لهب -العوراء بنت حرب-تأخذ الشوك والسعدان وتنثره بالليل في طريق النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ حتى إذا خرج في الصباح وطأ الشوك بقدميه فجُرِحَ وأُصِيب، وكانت تمشي بالنميمة تشعل نار العداوة بين الناس، وكانت ﴿عوراء ﴾ ؛ اسم على مُسَمَّى. وحين نزلت السورة:

تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍۢ وَتَبَّ ﴿1﴾ مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ ﴿2﴾ سَيَصْلَىٰ نَارًۭا ذَاتَ لَهَبٍۢ ﴿3﴾ وَٱمْرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ ﴿4﴾ فِى جِيدِهَا حَبْلٌۭ مِّن مَّسَدٍۭ ﴿5﴾
حين نزلت السورة، وهي مكية بالطبع، سورة ﴿ تَبَّتْ ﴾ ، أو سورة ﴿المسد﴾، أو سورة ﴿اللهب﴾ ثلاثة أسماء، وبلغت السورة أبا لهب قال: يهددني محمد بالنار؟ لأَفْدِيَنَّ نفسي بمالي وولدي. وأخذت امرأتُهُ فِهراً -حَجَراً- في يدها وذهبت تريد إصابة النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وذهبت إليه وهو يجلس عند الكعبة ومعه أبو بكر، فصرف الله نظرها عنه فلم تَرَه وخاطبت أبا بكر وقالت له: يا أبا بكر صاحبك يهجوني والله إن لقيتُهُ لأضربن بهذا الفهر فاه، وأنشدت مُذَمَّماً -تسمي محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾- مُذَمَّماً عصيناه وأَمرُهُ أَبَيْنَا ودِينُهُ قَلَيْنَا وانْصَرَفَت، وقال أبو بكر: يا رسول الله ما رأتكَ يا رسول الله؟ أتراها ما رأتك؟ قال: "لقد صرف الله عينها عني"، هو يجلس إلى جوار أبي بكر وهي تخاطب أبا بكر تريد إيذاء النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾. وكانت قريش وكفارها وصناديدها حين يريدون أذى النبي ﴿صلي الله عليه وسلم﴾ وهجايته يهجونه لا يقولون اسمه أبداً، يُسَمُّونَه مُذَمَّماً ولا يقولون محمداً، فكان النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يقول لأصحابه: "ألا ترون كيف صرف الله ﴿تبارك وتعالى﴾ أذى قريش عني وهم يَسُبُّون ويَهجُون مُذَمَّماً وأنا محمد؟" إذاً فهم يَسُبُّون رجلاً آخر يُدعَى مُذَمَّماً، هو اسمه محمد، فيقول: "ألا ترون ما صرف الله به كيد قريش عني؟ يَسُبُّون ويَهجُون مُذَمَّماً وأنا محمد". نزلت السورة تنبئ بغيب، هل كان في الإمكان أن يُسلِمَ أبو لهب؟ أبداً. كيف والقرآن يتهمه ويَصِمُهُ بالكفر ويهدده بالخلد في جهنم؟ عَلِمَ اللهُ ذلك أزلاً، لكن النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ كان مأموراً بإبلاغه لأن الله لم يأمر بالكفر. أمر بالإيمان لكنه لم يُرِدِ الإيمان من أبي لهب لأنه لا يستحقه لم يشرح صدره للإسلام. ﴿تَبَّت يدا أبي لهب وتَبَّ﴾ تَبَّت: قُطِعَت وهلكت وأُهلِكَت، والمقصود نَفْسِه، عُبِّرَ بالجزء عن الكل، كما قال الله (تبارك وتعالى) :
﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [سورة البقرة آية:195] وأكثر الكسب بالأيدي فعُبِّرَ عن الجسم كله وعن النفس باليدين. والتَّباب: الخَسَار، الخَسَار والخسران المفضي إلى الهلاك، التباب: خسار وخسران لابد وأن يؤدي إلى الهلاك. ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ "تَبَّت" الأولى دعاء، "وتَبَّ" الثانية خبر، كما تقول: أهلكه الله وقد هلك. لذا قُرِئت ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ أي وقد هلك فعلاً كما أراد الله له.
﴿ تَبَّت يدا أبي لَهْبٍ ﴾ بسكون الهاء قراءة. والغريب أن أبا لهب كان مشرق الوجه مضيء الوجه جميلاً، وسماه أهله عبد العزى وأرادوا له كنية تفيد معنى الإضاءة والإشراق، فصرفهم الله ﴿عز وجل﴾ عن اختيار أبو النور أو أبو الضياء وقالوا أبو لهب، وكأنه مخلوق للهب، هو أبو النار، فوافقت الكنية الفأل والطِّيَرَة والواقع، سموه بذلك لإشراق وجهه ولإضاءة الوجه، كان من الممكن أن يقال أبو النور، أبو الضياء، أبو الإشراق. وانظر إلى قضاء الله وقَدَرِه واعلَم أن للإنسان حظ من اسمه، وربنا في هذه السورة لم يذكره باسمه -عبد العزى-لأن القرآن أطهر من أن تُنسَب العبودية فيه لغير الله، فتكلم عنه بالكنية وليس بالاسم، كما وأن الكنية أنسب للحال، للنار ذات اللهب، فجاء بالكنية ولم يأت بالاسم تنزيهاً للقرآن أن يُذكَرَ فيه ﴿عبد العزى﴾ فتُنسَب العبودية لغير الله.
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ وقد هلك. هلك على الكفر؟ نعم، وصَدَقَ ربي وصَدَقَ القرآن. أبو لهب كان له ثلاثة أبناء: عُتبَة ومُعتِب وعُتَيبَة، وكان عُتبَة متزوجاً من رقية بنت رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وعُتَيبَة متزوجاً من أم كلثوم بنت رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ حين ظهر أمر النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ بالبعثة وأَنذَرَ وحَذَّر دعا أبو لهب عُتبَة وعُتَيبَة وقال لهما: رأسي ورأسيكما حرام إن أبقيتما على ابنَتَي محمد، فطَلَّقَاهما. أسلم عُتبَة يوم الفتح، وأسلم مُعتِب يوم الفتح. أما عُتَيبَة فله قصة؛ أراد أن يخرج إلى الشام في تجارة مع أبيه وأراد أن يودع مكة بإيذاء النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وصَمَّمَ أن يذهب إليه يؤذيه بالكلام، فذهب إلى النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وقال: إنه كفر بالذي هوى والذي دنى وتدلى، وطَلَّقَ أم كلثوم. فغضب النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ غضباً شديداً ثم قال: "اللهم سَلِّط عليه كلباً من كلابك" وحين خرج إلى الشام في هذه التجارة وهو بين الناس، بين العير، جاء سَبْعٌ ضارٍ فانتزعه والتهمه - كلب من كلاب الله ﴿تبارك وتعالى﴾- أما أبو لهب فبعد غزوة بدر استشاط غضباً وغيظاً من الهزيمة التي لحقت بالمشركين في بدر، ومَرِضَ بمرض يسمى العَدْسَة أو العَدَسَة، مرض يشبه الطاعون شديد العدوى، يتخيلون ذلك ويخافون منه، مَرِضَ بهذا المرض سبعة أيام فقط ثم مات، فتركوه حتى أَنْتَن ثلاثة أيام يخافون أن يقتربوا منه أو يدفنوه، وحين خافوا أن يلحقهم العار جاءوا بعصا من خشب ومن بعيد دحرجوه حتى يلقوه في حفرة ثم ألقوا عليه الحجارة من بعيد حتى دفنوه، ذاك كانت نهايته.
﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ "ما" نافية، أي لم يُغنِ عنه ماله، كان غنياً شديد الثراء، وكان يَدَّعِي أنه يفتدي نفسه من النار التي يهدده بها محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ بماله وولده.
﴿ ما أغنى عنه ماله وما اكتسب ﴾ قراءة، ووَلَدُ الإنسان من كَسْبِه، فما أغنى عنه ماله الذي ورثه ولا ماله الذي كسبه ولا ولده. ما أغنى عنه: لم ينفعه حين حاق به الهلاك، وتَبَّ كما أخبرنا ربنا ﴿تبارك وتعالى﴾. وقد تكون "ما" بمعنى الاستفهام ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ أَيُّ شيء أغنى عنه؟ هل أغنى عنه؟ أي شيء أغنى عنه ماله؟ وأي شيء أغنى عنه كَسْبُه؟ و"ما" الثانية مصدرية.
﴿ سَيَصْلَى ﴾ ﴿ سَيُصْلَى ﴾ ﴿ سَيُصَلَّى ﴾ ثلاث قراءات. ﴿ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ شديدة الاشتعال، واسمها موافقٌ كُنيَتَه. ﴿ وَامْرَأَتُهُ ﴾ كذلك ستصلى النار معه. ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ منصوبة على الذَّمِّ، لأنها مع ثرائها كانت شديدة البخل وكانت تحتطب وتأتي بالحبل وتربط الحطب وتحمله، قيل ذلك, ﴿ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ مذمومة. أو تصوير؛ يُصَوِّرُها ربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ مع ثرائها بمن تحتطب وتربط في صدرها حبل وتحتطب وتحمل الحطب، فيتهمها بذلك ويصورها بهذه الصورة القبيحة نكاية فيها وغيظاً لها لأنها تُعَيِّرُ النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ بفقره.
﴿ حمالةُ الحطب ﴾ بالرفع قراءة، كُنيَة بِحَمْلِهَا الحطب، عُبِّرَ بهذا المجاز عن مشيها بالنميمة تُشعِلُ العدواة والبغضاء بين الناس. ﴿حَمَّالَةَ الحطب﴾: الشوك والسعدان والحَسَك الذي كانت تحمله بالليل وتنثره في طريق النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ فطالما فعلت ذلك وحملت الحطب والشوك لتنثره في طريقه، فهي تحمل حطب جهنم يوم القيامة، تحمل حطب الزقوم وحطب الضريع كما حملت الشوك في الدنيا لرسول الله، أيضاً الحطب: حطب جهنم يوم القيامة.
﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ الِجيد: العُنُق، وجمعه أَجْيَاد. الـمَسَد: الحبل المفتول، مَسَدَ الحبل يَمسُدُه مُسْدَاً: فَتَلَهُ فَتْلَاً شديداً، فالمسد: أي مِمَّا مُسِد. ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ حَبلٌ مما مُسِد، مما فُتِلَ فَتْلَاً شديداً، الكلام عن الحبل الذي كانت تربطه في عنقها تحمل الشوك لرسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾. أو الكلام عن قلادة من جوهر كانت في عنقها غالية وكانت تقول: سأنفقها في عداوة محمد، فربنا عاقبها على ذلك بحبل من نار حول عنقها في جهنم. ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ أي في هذا العنق الذي حمل الحبل بالحطب لرسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ والشوك يوم القيامة سلسلة ذَرْعُهَا سبعون ذراعاً. أيها الأخ المسلم؛ سئل أحد الصحابة عن هذه السورة، أهي في أم الكتاب؟ قال: نعم هي في أم الكتاب. إذاً فمن الأزل حَكَمَ ربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ على أبي لهب بهذا التباب وبهذا الهلاك، حَكَمَ الله ﴿تبارك وتعالى﴾ عليه لأنه عَلِمَ منه ما سيكون، وعِلْمُ الله عما هو آتٍ كعِلْمِهِ عما فات. فحين نزلت السورة تنبئ بمصير أبو لهب لم يفرضه الله عليه ولم يجبره الله عليه -وما ربك بظلام للعبيد-ولكن السورة تنبئ بما سيكون، فهي من أعلام النبوة وهي تدل على عِلْمِ الله ﴿تبارك وتعالى﴾ الأزلي. أيها الأخ المسلم؛ إيذاء النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ من أخطر الذنوب والآثام. ومن آذى النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ فقد آذى الله ﴿تبارك وتعالى﴾ الله ﴿تبارك وتعالى﴾ يُحَذِّرُ الذين يؤذون النبي بالعذاب المهين وبالذلة في الدنيا وفي الأخرى. نبينا ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ سيد الخلائق، الشفيع المــُشَفَّع يوم القيامة، نبينا ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ ذو الخلق الحميد والرأي الرشيد، عُودِيَ وأُوذِيَ وصبر على الأذى واستمر في دعوته حتى نصره الله ﴿تبارك وتعالى﴾ وأهلك أعداءه. أيها الأخ المسلم؛ انتظار الفَرَجِ عبادة، فإذا جاءك ضيق أو هَمٌّ أو غَمٌّ فأكثِر من الاستغفار وتَيَقَّن من صدق النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ حين قال: "لن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَين" وانتظار الفرج عبادة، ومهما تأخر لابد وأن يأتي، فالمقدرات آتية في أوقاتها لا محالة. وقد كان أصحاب النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يتألمون من الإيذاء ويشكون لرسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وكان يقول لهم: "واللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ بهذا الأمر ولكنكم تستعجلون" وقد أتم الله تبارك وتعالى أمره وأكمل دينه ونصر نبيه ﴿صلى الله عليه وسلم﴾. ونَصْرُ الله ﴿تبارك وتعالى﴾ للنبي نُصْرٌ لأحبابه، وربنا ينصر أولياءه إلى أن تقوم الساعة مصداقاً لقوله (عز وجل):
﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [سورة غافر آية:51].