القرآن الكريم / سورة القدر / التفسير المقروء

سورة القدر

أيها الأخ المسلم؛ بعد سورة ﴿اقرأ﴾ من حيث ترتيب المصحف تأتي سورة القدر. وسورة القدر مختلف فيها أهي مكية أم هي مدنية، وأرجح الأقوال أنها نزلت بالمدينة، بل هي أول ما نزل بالمدينة، وإن كانت الأقوال بأنها مكية لها حجتها ووجاهتها.

بِّسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ إِنَّآ أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ﴿1﴾ وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ ﴿2﴾ لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌۭ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍۢ ﴿3﴾ تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍۢ ﴿4﴾ سَلَـٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ ﴿5﴾
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ الكلام عن القرآن، أضمره تفخيماً لشأنه، فقد عَظَّمَ شأن القرآن وعَظَّمَ شأن الزمان الذي أُنزِلَ فيه القرآن، وعَظَّمَ شأن من أُنزِلَ عليه القرآن، وعَظَّمَ شأن من نَزَلَ من أجلهم القرآن.
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ والقَدْر: الحُكْم بمعنى التقدير، لأن الله ﴿تبارك وتعالى﴾ يُقَدِّر في ليلة القَدْر ما يكون إلى العام القادم من موت وحياة ورزق ومطر وما إلى ذلك. ينزل من اللوح المحفوظ إلى الملائكى، إلى المدَبِّرات، إلى جبريل وعزرائيل وميكائيل وإسرافيل ما يكون في العام القادم، كل ذلك ينزل في ليلة القدر.
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ﴾ القرآن. هل نَزَلَ في ليلة القدر؟ قال بعض العلماء: نزل القرآن جُملَةً واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ مُنَجَّماً على مدار ثلاث وعشرين سنة. وقال بعض الناس:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ﴾ بمعنى ابتدأنا إنزاله، فبدء النزول في ليلة القدر ولم ينزل جُملَةً واحدة، بل بدأ نزوله في ليلة القدر، أقوال.
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ ليلة الحُكم وليلة التقدير. أو ليلة القدر: الليلة ذات القَدْر، ذات الشرف، فيها يُرفَع قَدْرُ كل مؤمن قامها إيماناً واحتساباً، لقول النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾: ﴿من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه﴾ . ليلة القدر يُقَدِّرُ الله ﴿تبارك وتعالى﴾ فيها الخير والسلامة، ليلة القدر ذات شرف لنزول القرآن فيها، لنزول الملائكة فيها، للروح والرحمة والرضوان التي تَعُمُّ المؤمنين في هذه الليلة. ثم يأتي السؤال للتشويق والتفخيم:
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ ﴾ وكل ما قال فيه ربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ "وما أدراك" فقد أدراه، وكل ما قال فيه "وما يدريك" فلم يدريه. ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ تعظيماً لشأنها تفخيماً لها تشويقاً للسامع. ثم يأتي البيان ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ خيرٌ من ألف شهر: شهر ليس فيه ليلة القدر. وقيل إن النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ تَذَكَّرَ أعمار أمته وأُرِيَ أعمار أمته وعَلِمَ أنها بين الستين والسبعين فتألم لذلك وقال: يارب الأمم السابقة أطول أعماراً وأكثر أعمالاً من أمتي، وخشي على أمته لقصر أعمارها وقلة أعمالها في هذه الأعمار بالنسبة لأعمار الأمم السابقة، فأنزل الله ﴿تبارك وتعالى﴾ هذه السورة ليقول: إنا أعطيناك ليلة لأمتك هي خير من عبادة ألف شهر، فمُيِّزَت الأمة بليلة القدر، فالعبادة في ليلة القدر تساوي عبادة ألف شهر ليس فيها ليلةُ قَدْر.
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ تَنَزَّل، وقُرِئت ﴿ تَنْزِل ﴾ تَنْزِل الملائكة إلى الأرض، أو تنزل الملائكة إلى السماء الدنيا.
﴿ والرُّوح ﴾ جبريل، تخصيص بعد تعميم تعظيماً لشأن جبريل فهو من ضمن الملائكة. وقيل: ﴿ الرُّوح ﴾ ملائكة، هم أشرف الملائكة، وهم الحَفَظَة على الملائكة. وقيل: بل ﴿ الرُّوح ﴾ جند من جنود الله لا تراهم الملائكة كما لانرى نحن الملائكة. وقيل:﴿ الرُّوح ﴾ خَلْقٌ لله يقف وحده صفاً وتقف الملائكة جميعاً صفاً. وقيل: بل ﴿ الرُّوح ﴾ الرحمة ينزل بها جبريل، الرُّوح بمعنى الرحمة كقوله (عز وجل):
﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [سورة النحل آية:2] أي بالرحمة. ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ بأمر الله (تبارك وتعالى) ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ أي من أجل كل أمر، أو بكل أمر. ﴿ مَنْ ﴾ بمعنى: بكل أمر، بكل أمر قَدَّرَه الله ﴿تبارك وتعالى﴾ في العام القابل.
﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ أو ﴿ سلام هي حتى مِطْلَعِ الفجر ﴾ بالفتح والكسر قراءتان والفتح أشهر. ﴿ سَلَامٌ ﴾ سلامة في هذه الليلة، سلامٌ هي: خيرٌ هي. ﴿ سَلَامٌ ﴾ أي تُسَلِّم الملائكة على المؤمنين القائمين في المساجد في هذه الليلة فلا تَدَعْ مسلماً أو مؤمناً قائماً إلا وتقول: السلام عليك أيها المؤمن ورحمة الله. أو هي ليلة يُقَدِّرُ الله فيها السلامة وفي غيرها يقدر البلايا والسلامة، أما في ليلة القدر فلا يكون فيها إلا السلامة ويُمنَعُ الشيطان عن الخروج فيها فلا يصيب فيها أحد بخبل أو بأذى أو بِشَرٍّ. ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ إذاً فيومها وليلتها هي سلام حتى مطلع الفجر.
ليلة القدر فيها ثلاثة أشياء: هي خير من ألف شهر؛ تَنَزَّلُ الملائكة فيها والرُّوح؛ أيضاً هي سلام. تلك ليلة القدر التي منحها الله ﴿تبارك وتعالى﴾ للحبيب المصطفى ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ ولأمته. ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، بل وقال بعض العلماء من شهد العِشَاء في جماعة في ليلة القدر فقد نال حظه منها. وقد اختلف العلماء في تعيين ليلة القدر، فمنهم من قال إنها في كل العام فذاك رأي مرجوح. ومنهم من قال إنها في شهر رمضان دون تعيين وقد تكون في الليالي الأولى. ومنهم من حَدَّدَها بليلة السابع عشر لحدوث غزوة بدر في صبيحتها. ومنهم من حَدَّدَها في العشر الأواخر. وأصح الأقوال إن ليلة القدر في ليلة وِترٍ في العشر الأواخر، في وِترٍ من العشر الأواخر من رمضان، أي ليلة؟ اختلفوا أيضاً؛ قيل إنها في ليلة الواحد والعشرين لحديث الماء والطين حيث قال النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾: "إني رأيت أني أسجد في صبيحتها في ماءٍ وطين" وكان يوم جمعة وخطب بالناس وأمطرت السماء ونزل الماء من سقف المسجد إلى أرضية المسجد فسجد النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ في الصلاة وحين انفلت من صلاته كانت جبهته فيها أثر الماء والطين. وقال بعض الناس: بل هي ليلة الثالث والعشرين إذا حدث ذلك في ليلة الثالث والعشرين. وقال بعضهم: بل هي ليلة الخامس والعشرين وساقوا لذا حديث حيث قيل للنبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾: يارسول الله إني رأيتُ ليلة القدر في ليلة الخامس والعشرين، فقال: "أرى أن رؤياكم قد تواطأت على ذلك". وقيل أنها في ليلة السابع والعشرين -وذاك أرجح الأقوال-وساقوا لذلك أيضاً حديثاً، بل ساقوا بعض التأمل فقالوا: إن الله ﴿تبارك وتعالى﴾ قَسَّمَ ليالي رمضان على سورة القدر، وعدد كلمات السورة ثلاثون كلمة، فإذا عَدَدتَ من أولها ووصلت إلى الكلمه السابعة والعشرين وجدتَها ﴿هي ﴾
﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ بل وقال بعضهم: كُرِّرَت كلمة "القدر" ثلاث مرات:
﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ ﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ﴾ (ليلة القدر خير من ألف شهر) ثلاث مرات، والكلمة مكونة من تسع حروف والتكرير ثلاث فهي سبع وعشرين. تلك أقوال، وقد قالت عائشة ﴿رضي الله عنها﴾: سألتُ رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ فقلتُ يارسول الله إن وافقُت ليلة القدر فما أقول؟ قال (صلى الله عليه وسلم) قولي اللهم إنك عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عنا".
ليلة القدر أُخبِرَ بها النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وكان في حجرته -في حجرة عائشة-وخرج على الناس فَرِحَاً ينبئهم بليلة القدر وبموعدها، فتلاحى رجلين بالمسجد –تلاحى: تشاجرا- وارتفعت أصواتهما في المسجد، كان رجل يتقاضى دَيْنَاً له على رجل آخر -قيل كعب بن مالك وأبي خضر الأسلمي- فحين تلاحا الرجلان وارتفعت أصواتهما بالمسجد، وما ينبغي أن يرتفع الصوت في المسجد، قال النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾: "خَرَجْتُ أنبئكم بليلة القدر فتلاحى رجلين بالمسجد فَرُفِعَت. وبَشَّرَنا وطمأننا وقال: -ولعله خير-"فالتمسوها في العشر الأواخر" أيها الأخ المسلم؛ أتتكرر ليلة القدر في كل عام؟ نعم! وإن كان بعضهم قال إنها لا تتكرر وقد كانت مرة واحدة وذاك رأي خاطئ مرجوح. ولكنهم قالوا ربما تتغير الليلة عام عن عام فتأتي في هذا العام ليلة الواحد والعشرين وفي العام الآخر ليلة السابع والعشرين وهكذا. أهي ليلة بعينها أم هي ليلة متغيرة في كل عام؟ ولِمَ أخفاها الله ﴿تبارك وتعالى﴾؟ فقالوا أخفاها لحكمة، أخفاها حتى يجتهد الناس في العبادة في العشر الأواخر، لذا رُوِيَ عن النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ أنه إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شَدَّ المئزر واعتزل النساء واعتكف في المسجد متحرياً ليلة القدر، فيجتهد العبد في العبادة وفي التحري. كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ساعة لا يصادفها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، أي ساعة؟ أخفاها ربنا، وأخفى العبدَ الصالحَ في الناس، وأخفى ليلةَ القدر في العشر الأواخر، وأخفى ساعةَ الإجابة في الليل، أفي الثلث الأخير؟ أفي الثلث الأول؟ وأخفى ساعةَ القيامة، وما أدراك ما الساعة! أخفى كل ذلك لحكمة. ولكن لنا أن نتأمل حين خرج النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يخبر الأمة بليلة القدر، تُرَى لو أخبرنا بها لنجا الكل وبارتفاع صوت رجلين في المسجد حُرِمَت الأمة من هذا الفضل، ألنا أن نتأمل في ذلك؟ ألنا أن نعلم من ذلك أن الأخوة والمحبة والتراحم والترابط هو سمة الإسلام
﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [سورة الفتح آية : 29] .
﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [سورة المائدة آية: 54] .
مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". هل يرضى ربنا تبارك وتعالى عن الخلاف والاختلاف؟ هل يرضى ربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ أن يسلط بعضنا على بعض؟ هل يرضى ربنا تبارك وتعالى عن الشجار والسباب؟ نبينا ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ قال: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق". وربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ ما منع ماله عن فقرائه لنضوب خزائنه أو لقلة ما في يده، ولكنه ابتلى الأغنياء وجعلهم وكلاء ﴿الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي فإن منع وكلائي مالي عن عيالي أذقتهم ناري ولا أبالي﴾ اثنان فقط، واثنان من أفضل الناس، خير القرون، قرن رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، الصحابة أفضل الناس على الإطلاق، اثنان منهما يتشاجران وترتفع أصواتها، وليس بالسباب وليس بالفسوق وليس بالمنكر، ولكن مجرد ارتفاع الصوت فقط رُفِعَت ليلة القدر، فكيف بنا وقد ضاع بيننا اليتيم؟ كيف بنا والمريض لا يجد الدواء ولا العلاج؟ كيف بنا ولا يرحم الكبير الصغير ولا يوقر الصغير الكبير؟ ونبينا ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يقول:"ليس منا من لم يُوَقِّر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
أيها الأخ المسلم؛ التراحم سمة الإسلام، بل سمة الشرائع جميعاً، وربنا ﴿تبارك وتعالى﴾ يقول: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ ونبينا ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يقول: ﴿أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الـمُوَطَّأُون أكنافاً الذين يَألَفون ويُؤلَفون﴾ والتآلف والتراحم يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والرحمة وإفشاء السلام وإطعام الطعام والرحمة بين الناس والصدقة، الصدقة المخفية، ذاك الذي تَصَدَّق بصدقة فأخفاها فلم تعلم شماله ما أنفقت يمينه تحت ظل العرش، حُكمُهُ حُكمُ الإمام العادل، تحت ظل العرش كالمــُعَلَّق قلبُهُ بحب المساجد، كالمتَحَابَّينِ في الله؛ اثنان تَحَابَّا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه تحت ظل العرش. الحب، المودة، التراحم، الخُلُقُ الحَسَن. وكلنا يعلم الحديث القدسي الذي رواه النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ عن جبريل عن رب العزة حيث يقول:"يا إبراهيم حَسِّن خُلُقَك ولو مع الكفار تدخل مدخل الأبرار".