
سورة الجن
مقدمة
لقاؤنا مع سورة الجن سورة الجن سورة مكيه وعالم الجن من العوالم الكونيه مخلوقات لله عز وجل خلقها من مارج من نار فالعنصر فالعنصر الأساسي من خلق الجن هو النار والجن لا يرى يرى الأناس ولايراهم الناس والجن ذوي قدرات خارقه علمنا بذلك من القرآن وقد سخرهم الله تبارك وتعالى وسخر المرده منهم لسيدنا سليمان وكان ذلك له وحده خصوصية لم تمنح لأحد من قبله ولم تمنح لأحد من بعده والجن لا يعلم الغيب بنص القرآن حيث مات سليمان وهم إليه ينظرون وهم له شاهدون وهو واقف متكيئ على عصاه وقد فاضت روحه إلى بارئها ساعات أيام ليالي شهور يعلم الله هم يرونه ولا يعلمون أنه قد مات وأخبر ربنا تبارك وتعالى عن ذلك حيث قال
﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ [سورة سبأ آية: ١٤]
فالجن لايعلم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله والغيب لا يشترط أن يكون مستقبلا فالغيب كل ماغاب عن الحاسه كل ما غاب عن حواسك فهو غيبه ما حدث بالأمس في بلد أخرى غيب بالنسبه لك وما أكله جارك بالأمس غيب لك فالماضي والحاضر والمستقبل ما غاب عن حواسك الإنسان يعتبر من الأمور الغيبيه ولا يعلم الغيب إلا الله والجن قد يتشكل وأغلب ما يتشكل فبه الجن هو صورة الحيه والجن منه المؤمن ومنه المؤمن ومنه الكافر منه الصالح ومنه الفاسق ومؤمن الجن كمؤمن الإنس يدخلون الجنة وكافر الجن ككافر الإنس يدخلون النار ولم يبعث الله تبارك وتعالى رسولا من الجن أبدا ولم يبعث رسولا من الباديه أبدا ولم يبعث رسولا من النساء أبدا بنص القرآن حيث يقول عز من قائل
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ [سورة يوسف آية: ١٠٩]
فما من رسول أرسل من باديه بل من القرى من الحضر وما من رسول من النساء وما من رسول من الجان وكان كل رسول يبعث إلى قومه خاصة وحين بعث سيد الخلق خاتما للمرسلين بعث للأحمر والأسود بعث للإنس والجن بعث للناس كافة بعث لأهل الأرض جمعيا والجن من ولد إبليس وذاك رأي هو الأب الأكبر لكل الجن كما أن آدم هو الأب الأكبر لكل الإنس آدم هو أبو الإنس وإبليس هو أبو الجن وأصل الجن بل هو منهم والشياطين هم ولد إبليس والجن هو ولد الجان وليس من أبناء إبليس فإبليس فرد من أفراد الجن فسق عن أمر ربه هو مخلد إلى أن تقوم الساعه إلى النفخه الأولى منظر إلى يوم يبعثون ذاك كان طلبه ولكن الله لم يجبه إلى طلبه بل أنظره إلى النفخه الأولى حيث يصعقون وليسوا يبعثون لأنه قال ﴿أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ قال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، النفخه الأولى كي يموت، أراد هو ألا يموت أبدا لكن الله تبارك وتعالى قضى أن يموت إبليس في يوم الصعقه في يوم النفخه الأولى والرأي الأرجح أن الجن ليسوا من ولد إبليس وإن كانوا من جنس إبليس مخلوقات من نار كما إن إبليس مخلوق من النار فهم من جنس واحد قيل إبليس هو تخلد إلى يوم النفخة الأولى هو وحده وقيل بل هو وذريته لايموتون إلا يوم النفخه ولايأتي إبليس ولايلد إلا شيطانا، هو شيطان وذريته شياطين إلى يوم الدين، وأما الجن فمنهم من إتبع إبليس فكفر ومنهم من عصى إبليس وآمن فمنهم من كفر ومنهم من آمن والجن لم يرهم رسول الله ولم يقرأ عليهم وذاك رأي ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم والترمذي قاله ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم ولكن كان رسول الله في طائفه من أصحابه خرجوا من مكه عامدين إلى سوق عكاظ ونزلوا ببطن نخله وهو واد بين مكه والطائف على مسيرة ليلة حين نزلوا ببطن نخله وباتوا فيها صلى بهم رسول الله الفجر وقرأ بسورة إقرأ باسم ربك الذي خلق فصادف ذلك مرور الجن ولم يدر بهم رسول الله ولم يراهم ولم يقرأ عليهم متعمدا بل كان يقرأ في صلاة الفجر مع أصحابه فسمعته الجن مصادفة فعلم بذلك من الوحي بدليل قول الله عز وجل
﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ [سورة الجن آية: ١]
إذا ًفقد علم بالوحي وأيضا في سورة الأحقاف يقول الله عز وجل
﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ [سورة الأحقاف آية: ٢٩]
والآية بصريح لفظها في السورة تدل على أن النبي لم يكن يعلم ولم يرهم ولم يقرأ عليهم وإنما صرفوا إليه وكذلك الآية في سورة الجن والتي نحن بصددها ورأي آخر ساقه إبن مسعود رضي الله عنه فيه أن النبي قد جاءه داعي الجن إي إستدعاه فخرج إلى حراء وقرأ عليه ورواية أخرى عن إبن مسعود أنهم إفتقدوا رسول الله في ليله من الليالي كل ذلك في مكه وسورة الجن سورة مكيه والروايات كلها تروي عن زمن مكه إفتقدته الصحابه يوما فقالوا أغتيل أو إستطير وبحثو عنه في كل مكان وإذا به يأتيهم في الصباح من قبل حراء فسألوا وقالوا لقد بتنا يارسول الله بشرِ ليله بات بها قوم فأخبرهم أنه قد ذهب حيث إستدعى وجاءه داعي الجن فقرأ على الجن ثم أخذهم وأراهم أثار الجن حيث قرأ عليهم في ليلته وتعدد الروايات لاتفيد التناقض وإنما يوفق بينها بأن رسول الله في البدء لم يكن يعلم وجاء الجن فاستمعوا القرآن دون أن يدري فأوحى إليه ثم بعد ذلك ذهب رسول الله إليهم حيث إلتقى بهم قبل حراء وقرأ عليهم وأفهمهم الحلال والحرام خاصه وأن من الروايات مايدل على أن الجن سألوا رسول الله الطعام أي ماهو حلٌ لهم من الطعام فقال كل عظم ذكر إسم الله عليه يجعل الله لكم عليه لحما وافرا وكل بعره وهي فضلات البهائم علف لبهائمكم أو علف لدوابكم ولذا منع المسلمون من الإستنجاء بالعظم وجاء في الحديث أنه طعام إخواننا من الجن يجعل الله عليه اللحم يجعل الله عليه لحما نحن لا نراه ومنع أيضا من الإستنجاء بالروث لأن الروث رجس وقيل أنه طعام دواب الجن والجن قبل بعثه النبي كانوا يتسمعون إلى الملأ الأعلى يصعد الشياطين إلى السماء وذلك في قدرتهم فقد منحوا قدرات خارقه علمنا بها من السنه والقرآن كقول العفريت لسليمان
﴿قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ﴾ [سورة النمل آية: ٣٩]
عرش كامل يأتي به من الشام إلى اليمن قبل أن يقوم سليمان من مجلسه كيف ذلك؟ قدره خارقه منحها الله لهم فهم يستطيعون أن يتصعدوا إلى السماء مهما بعدت المسافات فهم قادرون على التصعد إلى السماء يتسمعون للوحي أو لكلام الملائكة بمعنى أن الله تبارك وتعالى يوحي بالأمر إلى جبريل فيوحي جبريل بالأمر إلى ملائكة السماء السابعه وهكذا من سماء إلى سماء يتنزل الأمر كقول الله عز جل ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾ [سورة الطلاق آية: ١٢] فإذا تنزل الأمر من سماء إلى سماء حتى وصل إلى السماء الدنيا تحدثت ملائكة السماء الدنيا بالأمور التي تقع في الأرض فيتسمع الجن لذلك فيخطف الكلمه ينزل بها فيلقيها في أذن الكاهن فيضيف الكاهن فيها تسع كلمات كلمه واحده هي حق وتسع كلمات هي باطل فيخبر بها الناس وكانت الكهانه منتشره في الجاهليه وحين بعث النبي منعت الجن من الإستماع لحراسة الوحي ولحماية كلام الله من أن تتلقفه الشياطين قبل أن ينزل به جبريل فتلقى به في أذن الكفار أو الكهان منهم فيدلون به ويتكلمون به ويقرأونه قبل أن يقرأه النبي فقد يتسمع الشيطان أو الجن القرآن في الملأ الأعلى فينزل بسرعه ويلقى بالكلمات في آذان الكهان فيتحدثون بها فإذا جاء النبي وقرأ قرآنا قيل له لم تأْتِ بجديد لقد قال ذلك الكلام فلان وفلان فمنعوا من الإستماع وهنا إختلف العلماء إلى رأيين الرأي الأول هل كان الجن يستمعون بصفه مستمره ولم يحجب الجن عن السماء إلا بعد بعثة سيد الخلق أم كانوا يقذفون أيضا قبل بعثه النبي بالشهب؟ هل كانت السماء مجالا مفتوحا لهم؟ هل كان التجسس مباح؟ هل ترك الله سماءه الدنيا وكلام ملائكته وأمور خلقه نهيا ومشاعا يتلصص عليه المتلصصون ويتسمع له الشياطين ولم تحجب السماء إلا بعد بعثة النبي أم إنهم كانوا يرجمون أيضا ولكن حين بعث سيد الخلق ملئت السماء حرسا شديدا وشهبا وقبل ذلك لم تكن مملوءه؟ لم تكن مملوءه لأن الله تبارك وتعالى حين يقول حاكيا عن الجن أو عن مقالة الجن
﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا﴾ [سورة الجن آية: ٨]
إذا ً لم تكن مملوءه ولم تكن خاليه فالتعبير يفيد وجود الحرس ووجود الشهب قبل بعثه النبي ولكن ليست بالكثره التي حدثت بالمبعث فقد ملئت بالمبعث والسائل يسأل لم ترك الله الجن يستمعون إلى أمور الخلق التي سوف تحدث وينزلون بها إلى الكهان لم أذن بذلك ولم سمح بذلك من قبل بعثه النبي قال العلماء في ذلك إن الله يبتلي عباده بما شاء فإذا أتيح للجن التسمع وألقوا بذلك إلى الكهان وتكلمت الكهان بذلك حدثت الفتنه وحدثت المحنه والدنيا دار إبتلاء ودار إمتحان ألا ترون إلى الآن والناس وبعد حجب الجن عن غيب السماء يذهبون إلى العرافين إلى الكهان وإلى فاتحي المنادل سرق منه شيء فيذهب إلى الشيخ فلان يفتح المندل فينبئه بالسارق ياسبحان الله وكأن الله أطلعه على غيبه ومقابل خمسة جنهيات أبهذا الرخص غيب الله بخمسة جنيهات تعرف من سرفك ألا ترون الناس يذهبون إلى الدجالين وإلى المحترفين يسألهم عن الأمس واليوم والغد وتذهبون المرأه التي لاتحمل تبتغي الحمل لدى الإنس بل لدى العصاه من الإنس بل لدى الكذبه من الإنس بل لدى الدجالين من الإنس ولا تبتغي الحمل من الله خالق الحمل
﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [سورة الشورى آية: ٤٩]
هو له ملك السموات والأرض وهو الخالق فلا ترضى المرأه بنصيبها أولا تذهب إلى الطب وتتداوى فقد خلق الله الداء وخلق الدواء وأمرنا نبينا بالتداوي وقال تداووا ولا تتداووا بما حرمه الله وقال لم يجعل الله شفاء أمتى فيما حرّمه الله إذا ًفالتداوي مأذون به مسموح به لاتذهب للتداوي ولا تسأل الله كما سأل زكريا، سأل زكريا ربه وقال
﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ(٨٩)فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى﴾ [سورة الأنبياء آية: ٨٩- ٩٠]
تتلى علينا آناء الليل وأطراف النهار وتعرف الطريق للولد بسؤال الله كما سأل زكريا ربه وإستجابة الدعاء في هذا الشأن بابها مفتوح
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [سورة الأنبياء آية: ٩٠]
فباستجابه العبد لله يستجيب الله له إستجيبوا لله يستجيب لكم ألا ترى النساء يذهبن بقروشهن إلى الدجالين من أجل الحمل ألا ترى المرأه تذهب إلى الرجل يكتب لها حجابا للحصول على حب زوجها وتذهب إلى الدجاله تخبرها بزواج زوجها من أخرى أم لا أهو على علاقه بأنثى أخرى أم لا ألا ترون ذلك يحدث في وماننا هذا بعد العلم والتقدم ولتفتح والتطور بعد كل ذلك يحدث نعم كان ذلك يحدث في الجاهليه وإن كان قد حدث في الجاهلي فأهل الجاهليه معذرورون لم يكن لديهم رسل لم يكن لديهم قرآن يخبرهم بأن
﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [سورة لقمان آية: ٣٤]
مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله هكذا قال الصادق نعم كانت الجن تتسمع ولكن كانوا يأخذون الكلمه واحده ويرجمون بالشهب من قبل المبعث من قبل بعثه النبي يلقونها إلى الكهان فتنه للناس وحين جاء رسول الله زيد الحرس وزادت الشهب وإمتنع الإستماع قطعا وقد يسأل ويتساءل سائل كيف يصعد الجن للإستماع وهم يعلمون أنهم سوف يرجمون بالشهب وقد أخبروا بذلك وقال
﴿فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا﴾ [سورة الجن آية: ٩]
إذا علموا بذلك فكيف يجترئون ويذهبون بأنفسهم للإحتراق؟ هناك رأي يقول قاله المفرون إن الله ينسيهم فيصعدون فيحرقون أنساهم كي يحق عليهم التكليف وقد يكون الأمر هو جذب لهم أو عزيزه أو إعتياد أو تقحم وإجتراء كما يجتريء شبابنا على شم المخدرات وفيها هلاكهم ويجتريء المخمور على شرب الخمر وقد لعنهم ربهم قد يكون إجتراء كإجتراء الفراش على النيران والأضواء وإذا بالفرش يحترق وأنت ترى الفراش يحوم ويطوف حول النور حول الضوء حول النيران ويقع فيها ودائما وأبدا يحدث ذلك أهم كذلك قد قد يعلم الله لكنهم يتسمعون إلى الملأ الأعلى فيقذفون من كل جانب هل يمكن لإنسان أن يسخر الجن في زمننا هذا أو في زمن النبي وهل كان يستطيع محمد أن يسخر الجن؟ أبداً أبدا ًألف مره وإلا لكان الكلام في القرآن محتمل فيه الشك لأن الله يحكي لنا ويقول عن سليمان حين دعاه قائلا هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب
﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ(٣٦)وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ(٣٧)وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ(٣٨)هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(٣٩)﴾ [سورة ص آية: ٣٦- ٣٩]
فكيف يسخّر إنسان الجن بعد سليمان لا والله ولارسول ولا ملك ولا حتى سيد الخلائق سيدنا محمد ليست له فلكل نبي خاصيه كما كانت ليوسف خاصية الحسن أعطى شطر الحسن والشطر الآخر وزع على الناس من لدن آدم إلى أن تقوم الساعه قسم الجمال في الناس نصفين نصف أعطاه ليوسف وحده ونصف وزعه على الناس وكما أعطى جمال الصوت لداوود فما من مخلوق على وجه الأرض يوازي صوته في الجمال أو معشار صوت داوود رجل كان إذا قرأ المزامير توقف الطيور عن الطيران خصوصيات فلايقدح في فضل نبيننا وشرف مقامه أنه لم يسخر الجن فتلك خصوصيات ولو شاء الله لمنحه لكن الله لم يشأ إذا فليس هناك مخلوق على وجه الأرض يمكن له أن يسخر الجن ومع ذلك ومع ماورد في القرآن والسنه الصحيحة تجد الناس يذهبون إلى الدجالين يسخرون لهم الجن ويقولون كذبا عن الجن أن هناك جن سفلي وجن علوي أما الجن السفلي فهو يعمل الأعمال ويفرق بين الأزواج ويخرب البيوت فهو جن شرير جن سفلي أسماء هم سموها ما أنزل الله بها من سلطان لم يخبرنا بها رسول الله ولا أصحابه ولا الراشدون ولا العلماء من بعدهم لم يقسم أحد منهم الجن إلى سفلى وعلوي وإنما التقسيم
﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾ [سورة الجن آية: ١١] والتقسيم ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا(١٤)وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا(١٥)﴾ [سورة الجن آية: ١٤- ١٥]
الجن السفلي كما يزعمون جن شرير والجن العلوي فيما يزعمون جن خير فإذا ذهبت إلى الرجل إدعى أنه يخر الجن العلوي ولا يسخر الجن السفلي وهكذا ويصدونهم جهل بالدين جهل لما علم بالشرع بالضروره هل يمكن أن يخاوي أحد من الإنس أحد من الجن كيف؟ يزعمون ذلك أيضا ويقولون فلانا قد خاوى من الجن يخاوي من الجن آي يآخى حتى اللفظ نطقوه خطأ والصحه في اللفظ آخى ويآخى وآخى الرسول بين المهاجرين والأنصار فهم إخوه وآخاه في الله ولا يخاويه كيف يخاوي بين الإنس والجن كيف يكون ذلك والإنسان خلق من صلصال كالفخار والجان خلق من مارج من نار وإختلاف العناصر يؤدي بالضرورة إختلاف العوالم وكما أنك لاترى الملائكة لأنها خلقت من نور فكذلك لايمكنك أن ترى الجن لأنه خلق من نار وربنا تبارك وتعالى يقول من أربعة عشر قرنا يتلى علينا ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ [سورة الأعراف آية: ٢٧] ألا تصدقون الله وتصدقون الدجالين والسفله من النار هذا النبي خاوى الجن كما يدعي وسحر الجن كما يزعم تذهب أنت إليه ويتمتم ويأتي البخور وحركات بهلوانيه ثم يمديده إليك كيف والجن حين أخبرنا الله عن أعمالهم قال ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ [سورة سبأ آية: ١٣] فإذا كان معك الجن لم لا يبنون لك قصرا كما يبنون لسليمان؟ لم لا يأتونك بأموال البنوك والجنيهات الذهبيه من خزائن البنوك والمصاغ والحلي لم لا يأتونك بذلك إن كنت تقول إن ذلك حراما والجن الذي تخاويه لا يسرق فليأتونك ياللآلي من البحر فهي مباحه لمن يستخرجها وقد كانوا يستخرجونها لسليمان ﴿كل بناء غوّاص﴾ أليس كذلك. وهل يمكن لإنسان أن يتزوج من الجن كما يزعم بعضهم أيضا؟ كذب أيها الاخ الكريم جرب وامسك الهواء بين يديك؟ هل أمسكت الهواء؟ هكذا الجن كالهواء كيف تمسكه؟ كيف يستمتع المحسوس المملوس مع غير المحسوس هل يمكن لك أن تقبض على شعاع الشمس هلمّ وأرني كيف تقبض على شعاع الشمس هاهو شعاع الشمس أمامك أشعه ملأت الكون ضياءا هلمّ واقبض على شعاع واحد أيكنك إذاً فكيف يحتض الرجل من الإنس المرأه من الجن أيحتضن نفسه والله إنه لسفيه أو مختل العقل أو كذاب رغى وسوف يلقى الله مسوّد الوجه نعم ﴿قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [سورة يونس آية: ٦٩] نعم تسوّد وجوههم لأنهم كذبوا على الله ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ [سورة الزمر آية: ٦٠] نعم كذب وادعى الكذب كيف يجتمع الماء مع النار هلم وأرني في المعامل في المصانع أرني إن كنت طبيبا أو كنت عالما أو إن كنت أو إن كنت فلتجتمع مصانع الدنيا لتجمع الماء مع النار في وعاء واحد أيمكن ذلك؟ أنت خلقت من الماء والجن خلق من النار بإخبار الحالق والصانع فكيف الماء مع النار خلق الإنسان من ماء مهين فكيف يجتمع الماء مع النار؟ فكيف يتزوج الرجل من جنية وترى أتحمل منه؟ أترى أتلد وإن ولدت أتاتي بإنسان أم تأتي بجان أم تأتي بنصف إنسان ونصف جان ترى كيف يكون الأمر أفيق أيها المسلم وذكّر من حولك إياكم والدجل إياكم والكذب إياكم والإدعاء واعملوا عقولكم زاسمعوا لسيد الخلائق حين يقول (من اتى عرافا او كاهنا فسأله فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد) يا ايها الأخوه الحق أبلج والباطل لجلج والحق أحق أن يتبع أتركون كلام الله وكلام رسول الله وتلجأون إلى المشعوذين لقد سئل إمامنا الشافعي رحمة الله عليه عن رجل يزعم أنه قد رأى الجن لم يزعم أنه تزوج منهم لم يزعم أنه يسخرهم وإنما يزعم أنه رأى حين سئل الإمام الشافعي رحمة الله عليه عن مقالة الرجل الذي زعم أنه رأى جني قال هذا الرجل واحد من إثنين رجل قد إختل عقله فادعوه له بالشفاء أو كاذب مفتى يعاقب عقاب المفترين يجلد ثمانين جلده ذاك قول إمامنا الشافعي صاحب المذهب المشهور وكذلك قال إخوته من الفقهاء مالك وأبو حنيفه وأحمد بن حنبل هؤلاء الذين أخذنا عنهم ديننا هل علمتم الصلاة إلا منهم؟ هل علمتم كيفية الوضوء إلا عن طريقهم؟ هل تحكم المحاكم في محاكمتا الشخصية إلا بمذاهبهم؟ هم الأئمة الأربعة مذاهبهم هي التي علمنا من خلالها الأحكام وتبين لنا الحلال والحرام فهم المجتهدون الذين إجتهدوا في السنه وفي القرآن واستخلصوا لنا كل ذلك ايها الاخ المسلم أيتها الأخت المسلمه اتقوا الله في أنفسكم وعودوا إلى الله وسلوا الملك المالك هو الملك وهو المالك هو الخالق وهو القادر هو من يملك كل شيء إليه يرجع الأمر كله بيده ملكوت كل شيء وإذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون كيف تتركون من هذا شأنه لتذهبوا إلى العبيد الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فكيف يملكون لكم إذا كانوا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا أفيملكون لكم أنتم النفع والضر لقد حيل بين الشياطين وبين خبرا السماء فعادوا إلى قومهم وقالوا حيل بيننا وبين خبرا السماء وقد وجدنا السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا فقيل لهم هذا الأمر حدث في الأرض فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ماذا الذي حدث حتى منع الخبر عن السماء فقسموا أنفسهم فرقا يجوبون مشارق الأرض ومغاربها يتعسسون الخبر ماذا حدث في الأرض حتى يمنع عنهم خبر السماء وقد كانوا يتسمعون فيها ويختطفون الكلام من الملائكة فيوحون بها إلى الكهان وتضيف الكهان ما شاءت فبعض الكلام صدق وأكثره كذب أما النفر الذين إتجهوا قبل أرض الحجاز واتجهوا قبل تهامه صادفوا النبي في بعض نخله في الطريق بين مكه والطائف يصلي الفجر بأصحابه ويقرأ من قول الله سورة إقرأ باسم ربك الذي خلق فأنصتوا واستمعوا وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء وعادوا لقومهم يقصون عليهم الخبر نزل جبريل يحكي للنبي هذا الذي حدث نزل بسورة الجن السورة الملكيه وكما قلنا إستدل كثير من العلماء بما جاء في سورة الأحقاف إستدلوا على أن النبي لم يقرأ على الجن متعمد ولم يرهم وإنما عليم بخبرهم من الله وقال البعض الآخر نعم كان ذلك في بدء الأمر أما بعد ذلك فقد رآهم كما رأى جبريل على صورته الأصليه كذلك رأى الجن وقرأ عليهم حين طلبوا منه ذلك والرأيان صحيحان إن شاء الله تحكي لنا السورة:
قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌۭ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوٓا۟ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًۭا ﴿1﴾
يَهْدِىٓ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدًۭا ﴿2﴾
وَأَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةًۭ وَلَا وَلَدًۭا ﴿3﴾
وَأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطًۭا ﴿4﴾
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلْإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًۭا ﴿5﴾
وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٌۭ مِّنَ ٱلْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍۢ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًۭا ﴿6﴾
وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا۟ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَدًۭا ﴿7﴾
وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ حَرَسًۭا شَدِيدًۭا وَشُهُبًۭا ﴿8﴾
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلْـَٔانَ يَجِدْ لَهُۥ شِهَابًۭا رَّصَدًۭا ﴿9﴾
وَأَنَّا لَا نَدْرِىٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًۭا ﴿10﴾
وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدًۭا ﴿11﴾
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُۥ هَرَبًۭا ﴿12﴾
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰٓ ءَامَنَّا بِهِۦ ۖ فَمَن يُؤْمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخْسًۭا وَلَا رَهَقًۭا ﴿13﴾
وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ تَحَرَّوْا۟ رَشَدًۭا ﴿14﴾
وَأَمَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ فَكَانُوا۟ لِجَهَنَّمَ حَطَبًۭا ﴿15﴾
وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَـٰهُم مَّآءً غَدَقًۭا ﴿16﴾
لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِۦ يَسْلُكْهُ عَذَابًۭا صَعَدًۭا ﴿17﴾
ايها الاخ المسلم التأمين على الأولاد التأمين على حياتهم وسعادتهم دنيا وأخرى موجود في القرآن في قول الله عز وجل ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [سورة النساء آية: ٩]. ايها الاخ المسلم الأرزاق بالطاعه وما عند الله لا يدرك بمعصيته بل يدرك بالطاعه أطيعوا الله تفلحوا أطيعوا الله ترزقوا أطيعوا الله يبارك لكم في أعماركم وفي أعمالكم وفي أولادكم وفي أرزاقكم مازلنا في أخوار سورة الجن يقول الله: